يطلق السيد إبراهيم ايت سعيد مدير ثانوية بئر أنزران التأهيلية على أي حالة أو مشكلة تربيوية إسم تمرين (EXERCICE).
وتمرين الأمس الخميس 17/10/2019 مركب تركيبا مزجيا معقدا، حالة تلميذ(يدرس بالثانوي الاعدادي ويقطن بداخلية بئر أنزران التأهيلية) تجمع بين ما هو تربوي واجتماعي ونفسي.
تلميذ يتميز بخفة وحركات طائشة وتصرفات غريبة، مصدر إزعاج لأصدقائه وأساتذته والحراسة العامة للداخلية والإدارة التربوية.
وقف امامنا بكل براءة، براءة طفل يجهل والديه ويجهل مصيره، يجيب عن كل سؤال دون ارتباك ولا تلعثم ولا مراوغة، اعترف بكل ما نسب إليه من التهم.
لصغر سنه ونحولة جسمه وعدم رجحان عقله لا يستطيع أن يعتمد على نفسه.
طفل أو تلميذ محروم من حنان الوالدين ودفيء الأسرة ومجتمع الجيران، فتح عينيه وعقل وتربى بمكان يجمع أقرانه ومن حالهم يشبه حاله، ليس له عم ولا خال يسأل عنه، ولا حضن عمة ولا خالة ولا جدة ترحم ضعفه.
كان يعيش بمؤسسة من مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وفق نظامها وقوانينها، تضمن له الايواء والتغذية، وبعض الامور الترفيهية، ورغم ذلك ينقصه الكثير بفقدان والديه، ولما تجاوز المستوى الابتدائي، جيء به إلى مدينة تحناوت من أجل استكمال مشواره الدراسي بالمستوى الاعدادي ويستقر بداخلية ثانوية بئر أنزران التأهيلية بتحناوت، لتضمن له أيضا الايواء والتغذية، ولن توفر له الأمومة، وهي مؤسسة تربوية لا تصنف من مؤسسات الرعاية الاجتماعية كدور الطالب والطالبة ودور الأطفال والأيتام وغيرها.
تصرفاته الجريئة لم يتحملها أحد حتى زملاءه بدل أن يحتضنوه ويصبروا عليه اشتكوا منه وشهدوا ضده وقد وصلت الشكاية إلى الإدارة التربوية.
لكن هل الحل الإداري هو الحل الفصل في هذا التمرين التمرين البسيسيوتربوي؟ وهل هذا الحل سيكون ناجعا له باعتباره طفل متخلى عنه؟ وأين سيذهب إذا تخلت عنه المؤسسة التربوية ورفضته مؤسسته ذات الرعاية الاجتماعية باعتبار مكوثه بها له علاقة بالدراسة؟ هل يرمى به الشارع من أين أتى؟ اليس هذا أحوج من غيره بالاحتضان والرعاية والاهتمام؟ فهذه الفئة في حاجة ماسة إلى مصاحبة ومتابعة ومواكبة اجتماعية ونفسية، لأنهم محرومون مما هو أهم: الحب والحنان والعطف والرحمة كل ما هو عاطفي.
فليس هذا هو الطفل الوحيد الذي استقبلته داخلية بئر أنزران بل مرت منها حالات شبيهة وتم احتضانها حتى غادرتها بسلام.
حقا إنه تمرين مركب معقد وحله يحتاج إلى تفكير وتريث، وإن كان الحل الإداري أسهل وأيسر الحلول للتخلص من متاعبه وتشويشه على زملائه.
والحل إما صناعة تلميذ مواطن صالح أو مشرد أوسجين؟؟