هذا بلاغ
أبناؤنا الأعزاء وبناتنا العزيزات
اعلموا رحمكم الله جميعا أنكم فارقتم مسقط رؤوسكم وأسركم مكرهين لغاية شريفة وهدف نبيل وهو طلب العلم والحصول على شواهد تبتغون بها تحسين أوضاعكم الاجتماعية والاقتصادية.
منكم الغني الذي اختار شعبة ليست بمنطقته وحصل على منحة لاستكمال رغبته، فعليه أن يصبر ويتحمل لأنه لن يجد ما لديه في وسطه.
ومنكم الفقير الممنوح لظروفه الاجتماعية وهو يعيش هذا الوضع بالداخلية أفضل من وضعه.
جئتم لمكان إسمه الداخلية وإلى عهد قريب كانوا يسمون المقيمين بها بالنزلاء؟؟ ولم تأتوا لفندق خمسة نجوم.
جئتم إلى مأوى يقيكم الحر والقر ويوفر لكم الضروري من التغذية ولا غير.
كل واحد منكم من فج عميق باقليم الحوز، ظروفكم تختلف وعاداتهم تختلف وقد جمعكم القدر بهذه الدار فعليكم بالتآلف والتلاؤم والتعاون والصبر والاصطبار.
جئتم لغاية فضلى ورسالة عظمى وهي طلب العلم، وطريق طلب العلم لم يكن سهلا منذ القديم، والعلم لا ينال إلّا على جسر من التعب والمشقة ومن لم يتحمل ذل العلم ساعة يتجرع كأس الجهل أبدا.
ومن حقكم أن تطلبوا بتحسين اوضاعكم ولكن الحذر ثم الحذر أن يلهينكم القيل والقال وكثرة السؤال وطلب المحال .
ولقد كنا مثلكم وبشعارات رنانة ملأنا أشداقنا ورفعنا عاليا أصواتنا حتى شقت حناجرنا من أجل تحقيق ما ظنناه مطالب مشروعة وحقوق ممنوعة فلم ننل إلا ماكان بعزمنا وجدنا وكدنا وتشمير سواعدنا وسهر ليالينا ألا وهو شواهدنا وتميزها.
أقول لكم هذا الكلام ولي اليقين أن اغلبكم أو بعضكم سيعتبره إما مسكنا أو يظنه مهدئا ومنكم من يحسبه مخذرا.
كما لا يخفى على العيان ولا يختلف عليه اثنان أن وضع بناية الداخلية جناح الذكور أصبح أفضل مما كانت عليه، وجناح الإناث لابأس به مقبول رغم أنه لم تشمله الإصلاحات وكان في السابق أجود من حاله الآن.
أما التغذية فقد تحسنت أيضا بفضل الرفع من المنحة من مبلغ 12درهم إلى 21 درهم في اليوم.
ولايوجد تلميذ ولا تلميذة بدون سرير ولا يوجد اثنين مثل بعض الداخليات ودور الطالب يشاركان النوم على سرير.
المديرية مشكورة قامت بمجهود جبار لا ينكر من أجل تأهيل هذه المؤسسة التربوية الاجتماعية، دون علم منا ولا منها أنها ستشملها زيارة وزير التربية الوطنية حيث ضخت بها صفقة محترمة، اما ماتم من نظافة الداخلية والتزين فذلك من اعراف المغاربة لاستقبال ضيف غير عادي وليس من خوف أو تزييف واقع، أما الإدارة التربوية بالقسمين الخارجي والداخلي لثانوية بئر أنزران فهي قائمة بالواجب وأكثر، وعاملات النظافة والمكلفات بالطبخ لايعرفن الكلل والملل من أجل السهر على مصلحتكم وسلامتكم، وجمعية الآباء تعمل جاهدة من أجل توفير الممكن والظروف المناسبة لجميع التلاميذ من خلال التتبع والمواكبة والمصاحبة، لكن الكمال عزيز.
ومما يؤسف له والأقبح هو كفران النعم وجحودها وهي كثيرة وعدم الاعتراف بالجميل والتركيز والنظر فقط إلى الجانب المظلم والتركيز على ما هو سيء وسلبي رغم أنه قليل.
ولنتذكر على الأقل ما يلي:
ألم يتم ازالة تلك الروائح النثنة وتسربات المياه العادمة من الحفرة الصحية المتواجدة بمدخل الداخلية أمام جناح الفتيات التي كان تزكم كل زائر ومقيم بالداخلية.
ألم يتم إصلاح قاعة الأكل و المراقد والتخلص من الكتابات المشينة والأوساخ بها.
وتم القضاء كذلك على الروائح الكريهة بالمرافق الصحية الخاصة بالتلاميذ وزالت الأوساخ والتشققات وأعشاش العناكب منها ومن المطبخ وغيرها….
ولانقول أو ندعي ان الداخلية أصبحت في أحسن حال وقد وقد بلغت التمام والكمال بل باعتراف الجميع وخاصة المجتمع المدرسي بالمؤسسة انه ينقصها الكثير والكثير وخاصة التجهيزات التي قد تلاشت من أفرشة وأغطية وأغلب الأسرة بالإضافة إلى النقص الحاد في الأواني الخاصة بالتلاميذ من صحون وكؤوس وملاعق وفرشات الاكل وغيرها وتقادم بعض اواني الطهي والمطبخ، والاهتمام أكثر بالجانب البيئي.
ونظرا لكون صفقة الإصلاح لم تشمل جناح الفتيات لأسباب تقنية والتجهيز ايضا فإن جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمؤسسات الثانوية بتحناوت لن تتوانى في المطالبة بتسوية وضعية البناية التي تأوي التلميذات حتى تتمكن المصالح المعنية او الشركاء من القيام باصلاحها، والمطالبة أيضا بتزويد الداخلية بتجهيزات جديدة تلائم التأهيل من أجل توفير ظروف أفضل التلاميذ والتلميذات المستفيدين من خدماتها.
واننا نطمئن آباء وأمهات وأولياء التلاميذ أن جميع الساهرين على الشأن التربوي حريصون كل الحرص للحفاظ على سلامة وأمن وصحة ومصلحة التلاميذ بالمؤسسات التعليمية عموما والقسم الداخلي خصوصا.
أما أبناؤنا التلاميذ الداخليين وبناتنا التلميذات الداخليات فهم على علم ويقين بالظروف الحالية بالداخلية والتي هي أفضل مما كانت علية السنة الماضية والسنوات التي قبلها، أما العويل والقصف من خارج أسوار ثانوية بئر أنزران بقسميها الداخلي والخارجي فلا نلقي له بال لكونها جعجعة بلا طحين وأخبار عارية من الصحة واليقين ولا تصدر إلا من شخص في قلبه غرض أومرض، نسأل الله يكفينا ويكفي المؤسسة شرة ويبعد عن أبناءنا سوءه وضرره.
لذا أيها الداخليين وايتها الداخليات فعليكم بالحفاظ على تلك المكتسبات وعدم نكران الجميل واعلموا رحمكم الله أن طلب العلم يحتاج إلى الصبر الجميل.
ولله ذر الشاعر الذي قال:
اصبِر عَلى مُرِّ الجَفَا مِن مُعَلِّمٍ*** فَإِن رُسُوب العِلمِ في نَفَراتِه.
ِ ومن لم يذق مُر العَلُّمِ ساعةً*** تجرع ذُل الجهلِ طُول حياتِهِ.
ومن فاتهُ التعلِيمُ وقت شبابهِ*** فكَبِّر عليه أربعاً لِوفاتِه.
ِ وذاتُ الفتى والله بالعِلمِ والتُّقى***إذا لم يكونا لا اعتِبارَ لِذاتِهِ.